عاد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو علي مصطفى إلى الوطن عام 1999 وفي ختام الشهر الحادي عشر للانتفاضة الفلسطينية المتجددة اغتالته يد الإجرام. ففي نحو الساعة الحادية عشر ة والربع بالتوقيت المحلي من يوم 27 آب (أغسطس) 2001، رن هاتفه الخلوي حينما كان جالسا في مكتبه بمدينة رام الله، رغم التهديدات الإسرائيلية الجدية باغتياله، وعندما رد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو علي مصطفى:"نعم"، لم يكن المتصل على الطرف لآخر ينتظر أكثر من تلك الكلمة للتأكد من هويته ومكان وجوده، وخلال ثوان كانت المروحيات الإسرائيلية، تطلق أكثر من صاروخ على المكتب، في عملية إجرام جديدة يرتكبها الاحتلال البشع، طالت أرفع مسؤول سياسي فلسطيني، حتى ذلك الوقت.
في يوم 17/10/2001 قامت مجموعة فلسطينية باغتيال الوزير الإسرائيلي، رحبعام زئيفي، اليميني صاحب نظرية الترانسفير في فندق "حياة ريجنسي" في القدس، بعد عمليات رصد ومراقبة استمرت عدة أيام. فجن جنون المؤسسة الإسرائيلية التي تعودت أن تقتل القيادات الفلسطينية، السياسية والعسكرية وآخرهم أبو علي مصطفى دون أن يتعرض قادتها للخطر.
وأعلنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجهاز العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤوليتها عن عملية قتل الوزير زئيفي في حينه. وذلك رداً على اغتيال أمينها العام أبو علي مصطفى بواسطة قصف مقره بالصواريخ من قبل طائرات مروحية إسرائيلية بتاريخ 27/8/2001م.
وحاولت إسرائيل اعتقال من تعتبره مخطط العملية، مجدي الريماوي، فاقتحمت بلدة بيت ريما قرب رام الله، يوم 24 تشرين أول (أكتوبر) 2001، وقتلت أفراد نقطة حراسة فلسطينية بينما كانت المروحيات الإسرائيلية تقصف البلدة وقوات من المشاة تتقدم عبر حقول الزيتون ومع الصباح كانت سلطات الاحتلال تقتل خمسة من قوات الأمن الوطني الفلسطيني على مدخل القرية وتسقط العديد من الجرحى الذي تركوا في حقول الزيتون ينزفون وتهدم ثلاثة منازل لمن تعتبرهم مطلوبين لها, وتعتقل 11 مواطنا زعمت أن من بينهم اثنين من منفذي عملية اغتيال زئيفي هما صالح العلاوي ومحمد فهمي الريماوي.
في يوم الأربعاء 24/4/2002م، كانت المقاطعة في رام الله محاصرة بالدبابات الإسرائيلية، وكانت كنيسة المهد محاصرة وبداخلها المئات، وتحت وطأة الضغط الأمريكي والتهديد الإسرائيلي تشكلت محكمة عسكرية من قضاة ومحامين ممن كانوا محاصرين في المقاطعة مع الرئيس عرفات.
وأصدرت تلك المحكمة قراراً يقضي بعقوبة السجن حتى 18 عاما بحق أربعة أعضاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتهمة القتل والمشاركة في قتل وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي بتاريخ 17/10/2001م. وقد أصدرت المحكمة العسكرية حكما بالسجن لمدة ثماني عشر عاما بحق حمدي قرعان الذي أطلق النار باتجاه زئيفي، وباسل الأسمر بالسجن لمدة 12 عام على مساعدته في العملية، ومجدي الريماوي بالسجن ثماني أعوام للتخطيط للعملية، وعاهد أبو غلمة مسؤول الجهاز العسكري للجبهة الشعبية في الضفة الغربية بالسجن لمدة عام.
وفي أعقاب هذا الحكم، عقد اتفاق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا على سجنهم في أريحا تحت رقابة أمريكية وبريطانية، وفي كانون ثاني 2002 اعتقلت السلطة الفلسطينية الأمين العام للجبهة الشعبية، أحمد سعدات وانضم إليهم.
يبدو أن عنوان الصفقة كان فك الحصار عن المقاطعة في رام الله، وصيغة ما لإنهاء حصار كنيسة المهد، لكن ذلك لم يحدث، فقد اعتقل سعدات في سجن أريحا بإشراف أمريكي بريطاني، وأبعد مناضلو كنيسة المهد، فيما بقي عرفات أسير المقاطعة حتى يوم مماته.
في 25 يناير 2006 أجريت الانتخابات النيابية الفلسطينية وحصلت حركة حماس على أغلبية ساحقة تمكنها من تشكيل الحكومة، وكانت الجبهة الشعبية تطالب دوما عباس أن يفرج عن سعدات… وجاءت حماس كلاعب جديد على الساحة السياسية الفلسطينة وأعربت عن نيتها الإفراج عن سعدات وووعدت بالعمل على الإفراج عن،. رغم تهديد وزير الأمن الإسرائيلي شاؤول موفاز آنذاك السلطة الفلسطينية بأنها لو أفرجت عن سعدات الذي انتخب في 25 كانون ثاني/يناير الماضي عضوا في المجلس التشريعي الجديد من سجن فلسطيني بمدينة أريحا بالضفة الغربية فإن إسرائيل ستغتاله على الفور.
في صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 14/3/2006، أقدمت قوات الاحتلال المدججة بالدبابات والآليات المدرعة وطائرات الهيلوكبتر على محاصرة المقاطعة وسجن أريحا الذي يعتقل فيه الأمين العام للجبهة الشعبية، أحمد سعدات ورفاقه الأربعة والعميد فؤاد الشوبكي.
وبدأت بتدمير جدران المباني بروية وببث مباشر على الفضائيات لكل العالم، وصولاً إلى دك السجن، وبعد أن قامت بتدمير السجن ودك جدران الزنزانة التي يتواجدون فيها، واجه القائد أحمد سعدات ورفاقه مصيرهم بشجاعة دون أن يمتلكوا أبسط وسائل الدفاع عن أنفسهم إلا من سلاح الإرادة الصلبة والإيمان الذي لا يتزعزع بقضية الشعب والوطن. حيث تم اعتقالهم واختطافهم على مرأى ومسمع العالم..
ملف المخابرات حول اعترافات أعضاء الخلية- التخطيط5 سنوات بعد عملية اغتيال الوزير اليميني رحبعام زئيف، تنشر صحيفة هآرتس تقريرا مفصلا، من ملفات جهاز الأمن العام (الشاباك)، حول التحقيق مع أعضاء الخلية الذين شاركوا في عملية الاغتيال كما يقول جهاز الاستخبارات العام الشاباك الذي تولى التحقيق معهم.
وبم أن التقرير هو مخابراتي مع كل ما يعني ذلك، رأينا أن نحذف بعض الفقرات المسيئة للشبان، آخذين كل المعلومات الواردة بكثير من الحيطة والحذر.. رغم أن قسم منها كان قد نشر في السابق من مصادر فلسطينية.
ويقول التقرير الذي نشرته صحيفة هآرتس يوم الجمعة 29-09-2006:
استمر التحقيق مع حمدي قرعان حوالي أسبوعين بشكل يومي، ولساعات طويلة على يد رجال الأمن العام، الشاباك. وقرعان هو المتهم الرئيسي بقتل الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي. ولكنه كان ينفي علاقته بالاغتيال، وبعد عشرة أيام من التحقيق المكثف عرض المحققون شريطا يسجل اعترافات رفاقه فكانت نقطة الانكسار.
يقول قرعان أن في بداية الانتفاضة جنده ابن عمه (وهو اليوم موجود في السجون الإسرائيلية ) للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ويقول: بعد اغتيال أبو علي مصطفى على يد قوات الاحتلال في آب/أغسطس 2001 وصل إلى بيتي مجدي الريماوي، وقال أننا سنقوم بعملية كبيرة ردا على اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية، وسألني إن كنت على استعداد للمشاركة، فوافقت. فطلب مني أن أحضر صورة شخصية لأنني سأقوم بمهمة استكشاف في فندق الحياة في القدس، لم يقل لي لماذا وما الهدف، وتحدث فقط عن ذهابي لرؤية الفندق".
ووصل قرعان إلى الفندق ودخل وطرح بعض الأسئلة على موظف الفندق ونظر جيدا إلى مبنى وتقسيم الفندق وعاد إلى رام الله.
وعاد والتقى مع الريماوي الذي زوده بهوية إسرائيلية مزيفة ويقول قرعان، حسب ملف التحقيق لجهاز الشاباك، أن الريماوي عرض عليه صورة في صحيفة وقال "هذا هو زئيفي، رحبعام زئيفي، زعيم حركة موليدت، وكان وزير السياحة في حكومة شارون الأولى". وقال أن زئيفي سيكون في فندق حياة في الطابق الثامن وسنغتاله. وقال لي ريماوي أن أذهب إلى الفندق وأنام ليلة واحدة للتعرف على الفندق وعلى سلالم الطوارئ في الطابق الثامن. وسلمني نقودا كي استأجر غرفة في الفندق وقال لي أنه في ساعات الصباح ما بين الساعة السادسة والسابعة ينزل زئيفي لتناول وجبة الإفطار ومن ثم يعود إلى غرفته ثم يخرج خارج الفندق.
وحسب المعلومات فإن الريماوي اهتم بتوفير سيارة لقرعان تحمل لوحة تسجيل إسرائيلية، وهي كايا تجارية. ويقول قرعان سافرت بالسيارة وحجزت غرفة في الفندق في اتصال هاتفي ووصلت الفندق في الساعة الخامسة بعد الظهر، ودفعت واستلمت المفتاح. ودخلت إلى الغرفة وتجولت في الفندق. وصعدت إلى الطابق الثامن عبر سلم الطوارئ وعرفت أين توجد غرفة غاندي، وكانت بعيدة حوالي 5م عن باب سلم الطوارئ، ثم تناولت وجبة في الفندق وذهبت إلى النوم. وفي صباح اليوم التالي عدت إلى رام الله، والتقيت مع الريماوي وحدثته عن تفاصيل ما رأيت.
وتقول مصادر التحقيق أن مخططي العملية قرروا أن قرعان لا يمكنه تنفيذ العملية وحده وهو بحاجة إلى مساعدة. ويقول قرعان: جاء ريماوي في المساء وقال أنهم يبحثون عن شخص يشاركني في تنفيذ العملية، فرفضت وقلت أنني غير مستعد للخروج إلى عملية من هذا النوع مع أشخاص لا أعرفهم وتناقشنا، وقلت له أنني أنا من سيحضر الأشخاص الذين سيعملون معي.
الشركاء الذين فكر بهم قرعان هما باسل أسمر، أعزب 29 عاما من بيت ريما ومحمد فهمي ريماوي، 40 عاما متزوج وأب لأربع بنات. قابلهما قرعان وسألهما إن كان مستعدان للمشاركة في "عملية كبيرة" دون تقديم تفصيل حول العملية، فوافقا.
وقال أسامة في التحقيق أنه غضب كثيرا لقيام لإسرائيل باغتيال أبو علي مصطفى لأنه كان رجلا حرا ، وإرادة الانتقام من قتلته كان لها تأثير على الموافقة. وقال التقيت مع قرعان وقال أنه سينتقم بعملية ضد شخصية كبيرة دون أن يقول من هي تلك الشخصية واقترح علي أن أشاركه في هذه العملية فوافقت. وقال لي قرعان أنه سيضم إلينا محمد فهمي.
فهمي الذي اعتقل بعد فترة قصيرة من الاغتيال قال:" أخبرني قرعان أنه عضو في الجبهة الشعبية وسألني إن كنت أود الانضمام لعملية أكون فيها السائق فوافقت، وقال لي أن لا أخبر أحدا وأبقي الأمر سرا.. وقال لي انه سيسلمني مسدسا وإذا احتاجا لمساعدة في العملية سأستخدم المسدس ووافقت. وسألته من المسؤولين عنه ومن سيشارك في العملية ومن ستستهدف تلك العملية، فقال أنني سأعرف في الوقت المناسب. بعد ذلك التقيته عدة مرات وكنت أسأله عن العملية وكان يقول انتظر حتى يحين الوقت.
قبل موعد العملية بعدة أيام التقى الثلاثة في مقهى العربي في رام الله وقال قرعان:" سنقتله في فندق حياة في القدس دون إعطاء تفاصيل إضافية" واضاف:" بعد ذلك اتصل بي الريماوي وطلب مني لقاءه في المنطقة، بينما انتظرني أسمر وفهمي في المقهى. حينما التقيت الريماوي أعطاني نقودا لا أذكر المبلغ، وسلمني هويتين مزيفتين تحملان صور أسمر وفهمي، وقال لي أن استأجر سيارة مع لوحة تسجيل صفراء(إسرائيلية)، وعدت إلى المقهى وسلمت كل هويته وقلت لهما أن يستأجرا سيارة. وذهب فهمي واستأجر سيارة من شركة عرابي مستخدما الهوية المزيفة، وعاد مع سيارة بولو بيضاء مع لوحة تسجيل صفراء".
وكانت المرحلة القادمة في التخطيط التقاء المجموعة مع الريماوي، المخطط الرئيسي، وشخص أخر "مجهول"، وقال أسمر في التحقيق:" قال قرعان أنن سنقابل شخصا "مجهولا" سيعطينا تفاصيل حول العملية.. وسألت قرعان من هو المجهول الذي سنلتقيه، فأجاب أنه لا يعرف ولسنا بحاجة لأن نعرف. في يوم اللقاء سافرنا إلى رام الله، إلى حديقة قرب ساحة الساعة. وفي الحديقة التقينا الريماوي الذي أخذنا إلى مقهى قرب الحديقة. وحينما جلسنا في المقهى جاء شخص ولم يذكر لنا اسمه أو لقبه. عمره حوالي الـ 40 عاما، طويل ومليء، شعره نصفه أبيض ونصفه أسود.
كانت تلك المرة الوحيدة التي التقيناه وقال أن العملية ستكون ضد رحبعام زئيفي الذي يؤيد الترانسفير ضد العرب وتحدث بعض المعلومات التاريخية. وقال أن زئيفي ينزل في فندق حياة ريجنسي في القدس وأن العملية ستكون في الفندق. وقال أن زئيفي ينزل في الصباح في الساعة السادسة ونصف إلى الكافتيريا لتناول وجبة الإفطار وبعد ربع ساعة يعود إلى غرفته، وقال لنا في أي غرفة ينزل".
وقال أسمر"لا أعرف من أين له كل هذه التفاصيل ومن زوده بها وأضاف أن ريماوي قال" فهمي سينتظر بالسيارة في الخارج، وفي حالة لم نتمكن من الهرب يساعدنا على ذلك. وقال الرجل أننا سنحمل مسدسات، وأن قرعان هو من سيطلق النار على زئيفي، وقال أن المسدسين مزودان بكاتم صوت وسنكون في الطابق الثامن، حيث سأكون أنا جانب المصعد وأهتم أن لا يصل أحد وقرعان سينتظر قرب غرفة زئيفي، وقال أن العملية ستتم في 17 تشرين أول/ أكتوبر 2001، ولا أدري لماذا هذا التاريخ وما السبب، الرجل قال لنا أن ننام أنا وحمدي ليلة قبل موعد العملية في الفندق بالهوية المزيفة.. وسلم لقرعان 1000 $ وقال أن هذا من أجل استئجار سيارة.
وقال قرعان أنه لم يعرف هوية الرجل المجهول إلا بعد العملية عندها فقط عرف أن الرجل هو عاهد عوالمة من قيادة الجبهة الشعبية ويعتبر اليد اليمين للأمين العام أحمد سعدات.
وقال أسمر، بعد العملية التقينا بغلمة في بيت في أم الشرايط كنا فيه وعرفته من صوته وعرفت أنه من كان متخفيا حين التقيناه في المقهى في رام الله. وسألته هل أنت "المجهول" الذي التقيناه في المقهى قبل العملية فضحك وقال انس الموضوع. وحينما هربت أنا وقرعان إلى نابلس جاء وساعدنا. وأيضا في اليوم الذي اعتقلتنا به السلطة الفلسطينية .
ملف المخابرات - التنفيذغداة اللقاء مع "المجهول" ذهب قرعان وأسمر إلى مقهى العربي في رام الله وذهب فهمي لإحضار السيارة. وقال قرعان" اتصل ريماوي وذهبت للقائه في ساحة المنارة. وسلمني مسدسين وبندقية "عقرب" وهي بندقية صغيرة مع مخزن ذخيرة". وتسلم قرعان كاتمي صوت. ووضع تلك المعدات في سيارة الكايا، وحينما قدم فهمي بسيارة البولو وضعت المسدسين تحت الكرسي في سيارة البولو وأبقيت بندقية العقرب في سيارة الكايا.
وقال قرعان لفهمي أن يتواجد صباح اليوم التالي (يوم التنفيذ) الساعة السادسة صباحا، وقام قرعان بإيصال فهمي إلى العيزرية لينام عند صديق قرعان صلاح العلوي وقلت لصالح أن فهمي هو قريبي وطلبت منه أن ينام عنده الليلة وفي الصباح يغادر، فوافق صلاح.
وفي الساعة الثامنة مساءا وصل قرعان وأسمر إلى فندق الحياة، وركنا السيارة في موقف الفندق وصعدا إلى غرفتهما وأبقيا المسدسين في السيارة، وبعد وقت في حمام السباحة، وفي الساونا، صعدا إلى غرفتهما وخلدا إلى النوم.
استيقظ قرعان وأسمر مبكرا. وقال قرعان: " الأسمر صلى الصبح، وأنا خرجت في الساعة السادسة لأفحص إذا كان زئيفي متواجدا وخرجت إلى الخارج ورأيت سيارته، الفولفو البيضاء ويقف إلى جانبها حارسا. لا أعرف بالتحديد ها هو سائقه أم حارسه، وحينما عدت رأيت زئيفي في غرفة الطعام، فعدت إلى الغرفة وقلت لأسمر أن زئيفي موجود هنا.
فهمي استيقظ باكرا وسافر بسيارته المستأجرة (كايا) إلى فندق حياة. وحينما وصلت إلى الفندق (حوالي الساعة 6:20)، ركنت السيارة وأطفأت المحرك وانتظرت.
في هذا الوقت، أبقى قرعان في الغرفة ورقة تدل على أن هذه العملية هي من تنفيذ الجبهة الشعبية ووانتقاما لاغتيال أبو علي مصطفى، ونزل هو وأسمر إلى سيارتهما لإحضار المسدسات، وصعدا بواسطة مصعد الطوارئ للطبقة الثامنة. وانتظروا في مصعد الطوارئ حوالي ربع ساعة، وانتظرا سماع صوت باب المصعد حين يفتح وخروج زئيفي متوجها لغرفة رقم 816 التي ينزل فيها.
وسألهما المحقق إذا كانا قد رأيا أحدا أثناء نزولهما لإحضار المسدسات فقالا أنهما رأيا على باب المصعد رجلا مع زوجته وأولاده، وتبين بعد ذلك أن الرجل هو قائد منطقة المركز في الجيش الإسرائيلي، يتسحاك إيتان.
وحينما كنا ننتظر زئيفي في مصاعد الطوارئ مشط كل منا مسدسه، وحينما سمعنا صوت باب المصعد قلت لأسمر أنه قد وصل، وكان ذلك حوالي الساعة السابعة صباحا. وقلت لأسمر إذا قدم مع حارسه فأنت تطلق النار على الحارس وأنا أطلق النار على زئيفي. ويقول قرعان: حينما وصل زئيفي فتحت باب سلم الطوارئ قليلا، فهو يجب أن يمر من المكان الذي يمكنني رؤيته من سلم الطوارئ. وحينما رأيت زئيفي يصل إلى غرفته ويهم بفتح الباب دخلت وصحب به "هي" فوقف ونظر إلي فأطلقت عليه ثلاث طلقات على القسم العلوي من جسده فاتكأ على الجدار ووقع على الأرض ولم أر دما ينزف.
وقال أسمر أن قرعان أطلق ثلاث رصاصات عن بعد متر ونصف أصابت إحداها زئيفي في وجهه. وبعد أن سقط زئيفي أرضا، نزلنا بسرعة عبر السلالم إلى السيارة.
ملف المخابرات - االانسحابكانت خطة الهروب تقضي بالسفر إلى رام الله وفي الطرق ننتقل من سيارة البولو إلى الكايا، ولكن تعثرت الخطة فأثناء خروجنا من الفندق اتصلنا بفهمي وأخبرنا أنه لا يتمكن من تشغيل محرك السيارة، فسافرنا إلى بيت صلاح في العيزرية بواسطة سيارتنا، وأبقينا السيارة في طريق ترابية وعرة في منطقة العيزرية ومشينا إلى بيت صلاح علوي، حملنا المسدسات معنا وأبقينا كاتمات الصوت في السيارة.
وقال فهمي عن الهروب: حوالي الساعة السابعة أشار إلى قرعان وأسمر بإتباعهما، حاولت تشغيل محرك السيارة ولم أنجح فنزلت من السيارة واستأجرت سيارة أجرة تقلني إلى باب العمود وقلت لنفسي أستقل من هناك سيارة أجرة إلى رام الله. وحينما كنت في باب العمود اتصل قرعان وقال أنهما موجودان في العيزرية في بيت صلاح، وقال لي أن آتي إلى هناك، وسافرت إلى العيزرية في سيارة ركاب.
وقال قرعان أن صلاح علوي استغرب من رؤيتهما وسألنا ماذا حدث؟ وقلنا له لا شيئ تعال نشاهد التلفزيون. وبعد ساعة أعلنوا في التلفزيون عن العملية التي استهدفت زئيفي ومات.
حينما وصل فهمي إلى بيت عائلة علوي امتنع عن الحديث عن العملية، وسأل قرعان وأسمر ماذا حصل؟ وقالوا أن كل شيئ تمام. ويقول فهمي " حينما رأيتهم مسرورين قلت لهم مبروك".
الحكم على محمد فهمي بالسجن المؤبد وصلاح علوي، بـ12 سنة سجن.
وقد حكمت محكمة إسرائيلية على السائق محمد فهمي بالسجن المؤبد، والمستضيف الذي لا ناقة له ولا جمل في القضية صلاح علوي، بـ12 سنة سجن.
ويقول التقرير أن عاهد أبو غلمة والأمين العام أحمد سعدات لم يتعاونا مع التحقيق ورفضا الإدلاء بأقوالهما حول التهم التي تنسبها إليهم أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. وقد قدمت النيابة العامة لوائح اتهام في المحكمة المركزية في القدس ضد قرعان وأسمر، الممثلين على يد المحامية ليئا تسيمل. وضد ريماوي وغلمة الممثلين على يد المحامي محمود حسن. وفي التحقيق لم يأت أي ذكر للأمين العام أحمد سعدات وقررت إسرائيل عدم توجيه إليه تهمة بشأن مقتل رحبعام زئيفي ولكنها ما تزال تحتجزه